منذ بداية علم الباثولوجي، اعتمدنا على التلوين الكيميائي لرؤية تفاصيل الخلايا والأنسجة تحت المجهر. الصبغات مثل H&E لا تُظهر النسيج كما هو، بل تُلوّنه بطريقة تسهّل علينا التمييز بين النوى والسيتوبلازم والنسيج الضام.
لكن … هذا الأسلوب له حدود: يستهلك العينة، يتطلب وقتًا، ويُعطي نوعًا واحدًا فقط من التباين في كل مرة.
هنا يأتي دور
IllumiSonics MLI – Multi-Laser Imaging:
الفكرة الأساسية
التقنية تعتمد على أشعة ليزر متعددة الألوان/الأطوال الموجية يتم تسليطها على النسيج.
عندما يتفاعل الضوء مع النسيج، تحدث عدة ظواهر طبيعية:
• بعض الضوء يُمتَص.
• بعضه ينعكس.
• بعضه يتغير حسب نوع الجزيئات الموجودة.
هذه التفاعلات هي بمثابة بصمة ضوئية وجزيئية لكل خلية ولكل بروتين ودهون ونسيج.
الجهاز يلتقط هذه البصمات بشكل رقمي عالي الدقة.
كيف نقرأ النتائج؟
بدل أن نضيف صبغة كيميائية، يأتي الذكاء الاصطناعي ويحوّل هذه البصمات إلى صور شبيهة جدًا بالتلوينات التقليدية.
بمعنى آخر:
• لا نلوّن النسيج فعليًا.
• لكن يمكننا رؤية النسيج وكأننا وضعنا H&E أو PAS أو Masson’s Trichrome… وغيرها.
وفوق ذلك، يستطيع MLI أن يُظهر معلومات إضافية غير ممكنة بالصبغات العادية، مثل:
• Total Absorption (TA): كمّ الضوء الذي امتصّه النسيج.
• Quantum Efficiency Ratio (QER): كفاءة التفاعل الضوئي للجزيئات داخل النسيج.
هذه البيانات تكشف لنا مستويات مختلفة من التركيب الجزيئي، وهو ما لم يكن ممكنًا في الباثولوجي التقليدي.
تشبيه مبسّط
تخيّل أنّ العينة هي لوحة غير ملوّنة.
في الطرق القديمة، كنّا نُضيف ألوانًا (صبغات) لنراها.
لكن مع MLI، اللوحة نفسها تُضيء لنا ألوانها الطبيعية عند تسليط الضوء المناسب عليها، ثم الكمبيوتر يعيد بناء صورة كاملة، يمكن تبديلها بين H&E، PAS، إلخ… دون المساس باللوحة الأصلية.
ماذا يعني هذا للباثولوجست عمليًا؟
• نفس الشريحة يمكن أن تعطي عشرات “التلوينات” الافتراضية.
• لا حاجة لإعادة أخذ عينة أو إضاعة النسيج.
• نتائج أسرع: بدل انتظار وقت طويل للتلوين والفحص، يمكن أن تحصل على صورة قابلة للتشخيص خلال دقائق.
• دقة أعلى: لأنك لا ترى فقط شكل الخلايا، بل أيضًا خصائصها الجزيئية.
الخلاصة:
تقنية MLI لا تغيّر فقط أداة التلوين، بل تغيّر طريقة رؤية النسيج نفسه:
• من رؤية سطحية بالألوان الكيميائية،
• إلى رؤية جزيئية حقيقية باستخدام الضوء.
